- Tumblr Posts
"ماذا يعنى الصبر؟ إنه يعنى ان تنظر الى الشوكة وترى الوردة وان تنظر الى الليل وترى الفجر، اما نفاذ الصبر فيعنى ان تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة، إن عشاق الله لا ينفذ صبرهم مطلقا."
شمس الدين التبريزي
إشارة في عبارة (7)
﴿وَكانَ فِي المَدينَةِ تِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدونَ فِي الأَرضِ وَلا يُصلِحونَ﴾ [النمل: ٤٨]
👈وكان في مدينة القلب تسعُ عِلل، يُفسدون فيها ولا يُصلحون، وهي : حب الدنيا، وحب الرئاسة والحسد والكبر والحقد والعجب والرياء والمداهنة والبخل، هم أفسدوا قلوب الناس، وتقاسموا على هلاكها، ومكروا بهم حتى زيَّنوا لهم سوءَ عملهم، ومكر الله بهم، فدفعهم ودمَّرهم عن قلوب الصالحين، فتلك بيوتهم خاوية منها، أخرجهم منها، بسبب ظلمهم لها.
سيدي أحمد ابن عجيبة الحسني


(( وجــه الحبيـب ))
===========
الأَيَّامُ تَدُورُ ، وَلَا تَسْتَقِرُّ إِلَّا عَلَى جَبْرِ خَوَاطِرِ المُحِبِّينَ .
وَنُصْرَةِ المَظْلُومِينَ ، وَإِهْلَاكُ الظَّالمِينَ .
وَدَارَتِ الأَيَّامُ ، وَمَرَّتِ الأَيَّامُ .
وَذَهَبَ كُلُّ ظُلْمٍ وَظَلامٍ وَخِصَامٍ .
وَثَبُتَ كُلُّ عَدْلٍ وَنُورٍ وَوِئَامٍ .
وَسَكَتَ كُلُّ كَلَامٍ .
وَلَمْ يَتَّسِعِ العَالَمُ إِلَّا لِلْحُبِّ ، كَمَا بَدَأَ بِالحُبِّ .
[كما بدانا أول خلق نعيده] {الأنبياء : ١٠٤} .
يَعُودُ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ .
حَيْثُ الحُبُّ المُطْلَقُ ، الَّذِي لَا يُعَكِّرُ صَفْوَهُ سَقَمٌ .
وَلَا خَوْفٌ ، وَلَا فِرَاقٌ ، وَلَا شَوَاغِلٌ ، وَلَا مَشَاغِلٌ .
وَلَا أَغْرَاضٌ ، وَلَا أَعْرَاضٌ ، وَلَا أَمْرَاضٌ .
كَمَا هُوَ الحَالُ في حُبِّ الدُّنْيَا .
انْظُرُوا لِوَجْهِ مَنْ تُحِبُّونَ ، وَلَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً .
مَرَّةً وَاحِدَةً تَكْفِي .
فَنَظْرَةُ حُبٍّ وَاحِدَةٍ إِلَى وَجْهِ الحَبِيبِ ،
فِيهَا النَّجَاةُ وَالخُلُودُ وَالدَّوَامُ .
[كل شئ هالك إلا وجهه] {القصص : ٨٨} .
انْظُرُوا إِلَى الوَجْهِ ، الوَجْهُ يَكْفِي .
الوَجْهُ أَصْفَى ، وَأَنْقَى ، وَأَبْقَى ، وَأَحْلَى ، وَأَعْلَى .
لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَآنِي ، رَأَى وَجْهِي .
وَكُلُّ مَنْ رَأَى وَجْهِي رَآنِي .
نَظْرَةٌ وَاحِدَةٌ ؛ وَتَنْتَقِلُ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ .
وَتَرْتَفِعُ الحُجُبُ وَالسُّتُورُ .
حَبِيبُكَ هُوَ الَّذِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَى وَجْهِهِ نَظْرَةً وَاحِدَةً :
زَالَ عَنْكَ النَّصَبُ وَالوَصَبُ .
وَانْشَرَحَ صَدْرَكَ ، وَذَهَبَ التَّعَب .
وَأَحْسَسْتَ بِالرِّضَى يَغْمُرُ رُوحَكَ .
وَنَشْوَى الحُبِّ تَمْلَأُ قَلْبَكَ .
بِمَا فِيهَا مِنْ رَجَاءٍ ، وَأُنْسٍ ، وَبَسْطٍ .
وَتَجَلٍّ بِلَا اسْتِتَارٍ .
وَبَقَاءٍ بِلَا فَنَاءٍ .
وَإِعْزَازٍ بِلَا إِذْلَالٍ .
وَرَفْعٍ بِلَا خَفْضٍ .
وَغِنًى بِلَا فَقْرٍ .
وَعَطَاءٍ بِلَا مَنْعٍ .
وَحَيَاةٍ بِلَا مَوْتٍ .
وَنَفْعٍ بِلَا ضَرٍّ .
وَيَخْرُجُ قَلْبُكَ مِنْ بَيْنِ الإِصْبَعَينِ
لِيَصِيرَ رُوحاً بِلَا ضِدٍّ .
حَيْثُ أَحَدِيَّةِ الذَّاتِ ، بَعْدَ شَفْعِيَّةِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ .
فَتَصِيرَ لِحَقَائِقِ الأَكْوَانِ جَامِعاً .
بَعْدَمَا كُنْتَ لِبَعْضِهَا مُنْكِراً وَمَانِعاً .
وَتُصْبِحُ غَيْباً بَعْدَمَا كُنْتَ شَهَادَةً .
فَغَـيْـبَـتُـنَا الأَرْوَاحُ ، وَشَهَادَتُنَا الأَجْسَامُ
وَاللهُ تَعَالَى جَمَالُهُ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ .
فَتُدْرِكُ الظَّاهِرَ بِجِسْمِكَ ، وَالبَاطِنَ بِرُوحِكَ .
وَتَصِيرُ أَوَّلاً ، بَعْدَمَا كُنْتَ آخِراً .
أَمَّا اللهُ تَعَالَى فَهُوَ الأَوَّلُ فِي عَيْنِ آخِرِيَّتِهِ .
الآخِرُ فِي عَيْنِ أَوَّلِيَّتِهِ .
(( التنــزلات الإلهيــة )) صلاح الدين التجاني
حوار بين الشيخ والمريد :-
..............................
قلت :- يا شيخى : متى يبدأ التجلى ؟
فقال :- حين ينتهى التحلى ،،
فقلت :- متى ينتهي التحلي ؟ فقال:- عند تمام التخلي
فقلت :- أي تخلي ؟
فقال :- عندما تتخلى النفوس عن شهواتها
فقلت :- أي الشهوات أخطر؟
قال :- غيبة في مخلوق ... ونظر الى حرام ... وغرور يصحبه رياء
فقلت :- وماهو الرياء ؟
قال :- التزين للناس من أجل الناس .... وهو قلب مقلوب عن الاخلاص
قلت :- وهل ينقلب القلب ؟
قال :- نعم إذا إنشغل بالناس عن رب الناس
قلت :- وماهو الإخلاص ؟
قال ::- أن تكون كلك لله ... من غير التفات منك الى حظوظ نفسك
قلت :- وماهي حظوظ النفس ؟
قال :- حب الظهور والرئاسة والتصدر والسلطنة
قلت : وماهو حبل النجاة ؟
قال :- حكم عقلك على هواك ... وقلبك على نفسك
قلت :- أليس العقل نعمة والقلب حكمة ؟
فقال :- نعم ولكن بشرط غياب الحجاب
فالعقل للملك لا للملكوت والقلب للفقه عن الله لا للمنازلات
عليك بالروح
قلت :- وماهي الروح ؟ قال :- سر قديم أودعه الله فينا
قلت :- كيف؟
قال تشرفت الإرواح بخطابه منذ الأزل فشهدت بما لم يشهده العقل والقلب
قلت :- وما الخطاب ؟ قال :- قوله تعالى :-
(وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِیۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ
قَالُوا۟ بَلَىٰ شَهِدۡنَاۤۚ أَن تَقُولُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَـٰذَا غَـٰفِلِینَ)
قلت :- فلماذا الروح لا تسقي القلب والعقل من شعاعات النور ؟
قال :- لولا سقي الروح ماوجدت عبدا مؤمنا ولكن سقايتها على قدر صفاء العقل والقلب
قلت :- وكيف يصفو القلب ؟
قال :- الأنس بالله نور ساطع .... والأنس بالخلق هم واقع
قلت :- ماهي المحبة ؟
قال :- أن تحب ٱلَّذِی خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِیۤ أَیِّ صُورَةٍ مَّا شَاۤءَ رَكَّبَكَ ..
قلت :- وكيف السبيل لذلك ؟
قال محبة واتباع نبيه ورسوله الى خلقه صل عليه
فقلت :- وما الذى يسهل الطريق ؟ قال :- رضا النفس ،،
فقلت :- ومتى ترضى النفس ؟ فقال :- حين تتعافى السقام ،،
فقلت :- ومتى تتعافى السقام ؟
فقال :- حين ينبت النور ،، ويذهب الزور
فقلت :- ومتى ينبت النور ؟ فقال :- حين تعتدل الرؤيه ،،
فقلت :- ومتى تعتدل الرؤيه؟ فقال :- حين يبدأ التأمل ،،
فقلت :- ومتى يبدأ التأمل ؟ فقال :- حين ينتهى الذنب ،،
فقلت :- ومتى ينتهى الذنب ؟ فقال :- حين تدمع العين ،،
فقلت :- ومتى تدمع العين؟ فقال :- حين تنظر الروح ،،
فقلت :- ومتى تنظر الروح ؟ فقال :- حين تبصر النفس ،،
فقلت :- ومتى تبصر النفس ؟ فقال :- حين يرى القلب ،،
فقلت :- ومتى يرى القلب ؟ قال :- حين تتجرد إليه وحده
قلت :- وما التجرد ؟
قال :- أن تتيقن ..كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانٍ * وَیَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ
فقلت :- متى أول رؤيا للقلوب ؟ فقال :- حين يولد الانسان ،
فقلت :- ومتى آخر رؤيا ؟ فقال :- حين يفنى الإنسان ،،
فقلت :- ومتى يفنى ؟ فقال :- حين يتصوف العبد ،،
فقلت :- وما التصوف ؟
فقال :- أن تزهد بكل شئ يشغلك عن مولاك
